جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا} (49)

{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ } أي : صحف الأعمال في أيمانهم وشمائلهم { فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ } : خائفين { مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا } ينادون هلكتهم من بين الهلكات { مَا لِهَذَا الْكِتَابِ } تعجيبا{[2974]} من شأنه ، { لا يُغَادِرُ } : لا يترك ، { صَغِيرَةً } أي : هنة{[2975]} صغيرة من أعمالنا { وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا } : عدها وحصرها { وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا } : في الصحف أو جزاء ما عملوا حاضرا عندهم { وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا{[2976]} } ، فيكتب عليه ما لم يفعل أو بأن يعاقبه بما لم يفعل .


[2974]:كأنه قال: يا ويلتنا تعالي وانظري إلى الكتاب وتعجبي منه /12 منه.
[2975]:هن كأخ معناه شيء؛ ويقال هنة للمؤنث والجمع هنات وهنوات ويقال: في فلان هنات أي: خصلات الشر ولا يقال ذلك في الخير /12 صراح.
[2976]:ولما ذكر الحشر وخوف المجرمين من أعمالهم وإبليس هو حاملهم على المعاصي بين عداوته القديمة مع أبيهم ليتخذوه عدوا فقال: "وإذ قلنا للملائكة" /12 وجيز.