ولما وصف تعالى هؤلاء الكفار بقلّة الإصغاء وترك التدبر أتبعه بالوعيد بقوله تعالى : { ويوم يحشرهم } أي : واذكر يا محمد يوم نحشر هؤلاء المشركين لموقف الحساب ، وأصل الحشر : إخراج الجماعة وإزعاجهم عن مكانهم { كأن } أي : كأنهم { لم يلبثوا } في دنياهم . والجملة في موضع الحال من ضمير نحشرهم البارز ، أي : مشبهين بمن لم يلبثوا { إلا ساعة } حقيرة { من النهار } أي : يستقصرون مدّة مكثهم في الدنيا وفي القبور لهول ما يرون { يتعارفون بينهم } أي : يعرف بعضهم بعضاً إذا بعثوا ثم ينقطع التعارف لشدّة الأهوال ، والجملة حال مقدّرة متعلق الظرف ، والتقدير : يتعارفون يوم نحشرهم . وقوله تعالى : { قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله } أي : بالبعث . يحتمل وجهين : الأوّل : أن يكون على إرادة القول ، أي : يتعارفون بينهم قائلين ذلك ، الثاني : أن يكون كلام الله تعالى ، فيكون شهادة من الله تعالى عليهم بالخسران . والمعنى : أن من باع آخرته بالدنيا فقد خسر ؛ لأنه أعطى الكثير الشريف الباقي وأخذ القليل الخسيس الفاني { وما كانوا مهتدين } أي : إلى رعاية مصالح التجارة ، وذلك لأنهم اغتروا بالظاهر وغفلوا عن الحقيقة ، فصاروا كمن رأى زجاجة خسيسة فظنها جوهرة شريفة فاشتراها بكل ما ملكه فإذا عرضها على الناقدين خاب سعيه وفات أمله ووقع في حرقة الروع وعذاب القلب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.