مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيۡنَهُمۡۚ قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ} (45)

{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } وبالياء : حفص { كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مّنَ النهار } استقصروا مدة لبثهم في الدنيا أو في قبورهم لهول ما يرون { يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } يعرف بعضهم بعضاً كأنهم لم يتفارقوا إلا قليلاً وذلك عند خروجهم من القبور ، ثم ينقطع التعارف بينهم لشدة الأمر عليهم { كأن لم يلبثوا } حال من «هم » أي نحشرهم مشبهين بمن لم يلبثوا إلا ساعة . و«كأن » مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي كأنهم . و { يتعارفون بينهم } حال بعد حال ، أو مستأنف على تقديرهم يتعارفون بينهم { قَدْ خَسِرَ الذين كَذَّبُواْ بِلِقَاء الله } على إرادة القول أي يتعارفون بينهم قائلين ذلك ، أو هي شهادة من الله على خسرانهم ، والمعنى أنهم وضعوا في تجارتهم وبيعهم الإيمان بالكفر { وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } للتجارة عارفين بها وهو استئناف فهي معنى التعجب كأنه قيل ما أخسرهم