جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُۥ نَاجٖ مِّنۡهُمَا ٱذۡكُرۡنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَىٰهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ ذِكۡرَ رَبِّهِۦ فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجۡنِ بِضۡعَ سِنِينَ} (42)

{ وَقَالَ } : يوسف ، { لِلَّذِي ظَنَّ } : علم يوسف ، { أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا } : أو الظان الشرابي ، { اذْكُرْنِي } : أذكر حالي ، { عِندَ رَبِّكَ } : أي الملك كي يخلصني{[2403]} { فأنسَاهُ } أي : الشرابي ، { الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّه } أي : ذكره لربه أو معناه أنسى الشيطان يوسف ذكر ربه فاستعان بغير{[2404]} الله تعالى ، { فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ {[2405]}سِنِينَ } هو ما بين الثلاث إلى التسع وأكثرهم على أنه سبع سنين{[2406]} .


[2403]:من جور امرأة العزيز /12 وجيز.
[2404]:قاله بن عباس وعليه الأكثرون/12. [وهو قول ضعيف، والصواب كما قال ابن كثير (2/480) أن الضمير في قوله: {فأنساه الشيطان ذكر ربه} عائد على الناجي كما قاله مجاهد ومحمد بن إسحاق وغير واحد].
[2405]:وعن أنس قال: أوحى إلى يوسف من استنقذك من القبل حين هم إخوتك أن يقتلوك؟ قال: أنت يا رب، قال: قال: فمن استنقذك من الجب إذ ألقوك فيه؟ قال: أنت يا رب، قال: فمن استنقذك من المرأة إذ همت بك، قال: أنت يا رب قال: فمالك نسيتني وذكرت آدميا قال: جزعا وكلمة تكلم بها لساني، قال: فوعزتي لأخذنك في السجن بضع سنين، فلبث فيه سبع سنين ـخرجه ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم و أبو الشيخ/12 فتح. [الأثر لا يصح، قال د/ أبو شهبة رحمه الله معلقا على هذا الأثر وأضرابه: أغلب الظن عندي أن هذا من الإسرائيليات، فقد صورت سجن يوسف على أنه عقوبة من الله لأجل الكلمة التي قالها، مع أنه – عليه السلام- لم يقل هجرا ولا منكرا، فالأخذ في الأسباب النجاة العادية، وفي إظهار البراءة والحق، لا ينافي قط التوكل على الله والبلاء للأنبياء ليس عقوبة وإنما هو رفع لدرجاتهم، وليكونوا أسوة وقدوة لغيرهم في باب البلاء "الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير للدكتور محمد بن محمد أبو شهبة (ص230)].
[2406]:منذ سجن إلى خرج/12 وجيز.