جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلۡمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيۡهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (61)

{ وَلَوْ{[2721]} يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم } ، بما كسبوا من المعاصي ، { مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا } ، الضمير للأرض ، لدلالة الدابة عليها ، { مِن دَابَّةٍ{[2722]} } ، وعن بعض السلف : كاد الجعل{[2723]} يهلك في جحره بذنب ابن آدم ، وعن بعضهم ، معنى { من دابة } : " من " مشرك يدب على الأرض ، فإنه لو أهلك الآباء الكفرة لم تكن الأبناء ، { وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } ، انقضاء عمرهم المقدر ، فيتوالدون ، { فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ } ، أي : وقته ، { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } ، أي : لا يمهلون لحظة .


[2721]:لما حكى عظيم كفرهم وقبيح قولهم بين أنه يمهل هؤلاء الكفار و لا يعاجلهم بالعقوبة إظهارا للفصل والرحمة والكرم فقال: "ولو يؤاخذ الله الناس" الآية /12 كبير.
[2722]:سمع أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ رجلا يقول إن الظالم لا يهلك إلا نفسه، فقال: لا والله الحبارى تموت في وكرها بظلم الظالم /12 وجيز.
[2723]:الجعل كـ "صرد": دويبة في تاج الأسامي الجعل سركين غلطان وفي حياة الحيوان هو كصرد جمعه جعلان بالكسر دويبة معروفة شديد السواد في بطنه لون حمرة ومن شأنه جمع النجاسات /12.