بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلۡمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيۡهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (61)

قوله : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله الناس بِظُلْمِهِمْ } ، أي : بشركهم ومعصيتهم ، { مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ } ، أي : لم يترك على ظهر الأرض من دابة ، ودل الإضمار على الأرض ؛ لأن الدواب إنما هي على الأرض . يقول : أنا قادر على ذلك . { ولكن يُؤَخِرُهُمْ إلى أَجَلٍ مسمى } ، أي : إلى وقت معلوم ، ويقال : { مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ } ؛ لأنه لو أخذهم بذنوبهم ، لمنع المطر . وإذا منع المطر ، لم يبق في الأرض دابة إلا أهلكت ، ولكن يؤخر العذاب إلى أجلٍ مسمًّى . وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : لو عذب الله الخلائق بذنوب بني آدم ، لأصاب العذاب جميع الخلائق ، حتى الْجُعْلاَن في جحرها ، ولأمسكت السماء عن الأمطار ، ولكن يؤخرهم بالفضل والعفو .

ثم قال : { فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ } ، أي : أجل العذاب . { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ } ، أي : لا يتأخرون عن الوقت . { سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } ، أي : لا يتقدمون قبل الوقت .