جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (6)

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } {[30]} .

: ستروا الحق وهجروا التوحيد { سَوَاءٌ } : مصدر وصف به { عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ } : تخويفك وعدمه فهو مبتدأ وسواء خبره والهمزة وأم مجردتان {[31]} لمعنى الاستواء في علم المستفهم كأنه {[32]} قيل في جواب أأنذرهم أم لا المستويان في علمك مستويان في عدم النفع { لاَ يُؤْمِنُونَ } ، جملة مفسرة ومؤكدة {[33]} .


[30]:الكفر على أربعة أنحاء كفر إنكار وكفر جحود وكفر عناد وكفر نفاق، فكفر الإنكار هو أن لا يعرف الله أًصلا ولا يعترف به وكفر به، وكفر الجحود وهو أن يعرف الله بقلبه ولا يعترف بلسانه ككفر إبليس وكفر اليهود قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ} [البقرة: 89]، وكفر العناد وهو أن يعرف الله بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به ككفر أبي طالب حيث يقول: ولقد علمت بأن دين محمد *** من خير أديان البرية دينا لولا الملامة وحذار حسبة(*) *** لوجدتني سمحاً بذاك مبيناً *كذا في الأصل، وقد ذكره القرطبي في التفسير 2/316، ط. دار الفكر، بلفظ: "أو حذار مسبة" وأما كفر النفاق فهو أن يقر باللسان ولا يعتقد بالقلب وجميع هذه الأنواع سواء في أنه من لقي الله تعالى بواحد منها لا يغفر له، 12 معالم
[31]:عن معني الطلب، 12
[32]:كأنه سأل ربه أأنذرتهم أم لا فأجابه، 12
[33]:مؤكدة لجملة قبلها وهي قوله "سواء عليهم" إلخ، 121 منه