الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ فَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَلَهُۥٓ أَسۡلِمُواْۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ} (34)

وقوله : { لِّيَذْكُرُوا اسم الله } معناه أمرناهم عند ذبائحهم بذكر اللّه ، وأن يكون الذبح له لأَنَّهُ رازق ذلك ، وقوله : { فَلَهُ أَسْلِمُوا } أي : آمنوا ، ويحتمل أَنْ يريد استسلموا ، ثم أمر سبحانه نَبيَّه صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَشِّرَ بشارةً على الإطلاق ، وهي أبلغ من المفسرة لأنها مُرْسَلَةٌ مع نهاية التخيل للمخبتين المتواضعين الخاشعين المؤمنين ، والخبت ما انخفض من الأَرض ، والمُخْبِتُ المتواضع الذي مَشْيُهُ متطامن كأنه في حدورٍ من الأرض ، وقال عمرو بن أوس : ( المخبتون الذين لا يظلمون وإذا ظلموا لم ينتصروا ) .

قال ( ع ) : وهذا مثال شريف من خُلُقِ المؤمن الهيِّنِ اللين ، وقال مجاهد : هم المطمئنون بأمر اللّهِ تعالى