قوله تعالى ذكره : { ولكل أمة جعلنا منسكا }[ 32 ] إلى قوله : { لعلكم تشكرون }[ 34 ] .
أي : ولكل جماعة سلفت قبلكم من أهل الإيمان جعلنا ذبحا يهرقون دمه ليذكروا اسم الله [ على ما رزقهم ]{[46913]} عند ذبحهم إياه .
وقوله : { من بهيمة الأنعام }[ 32 ] .
فخص لأن من البهائم ما ليس من الأنعام ، كالخيل والبغال والحمير . وسميت بهائم لأنها لا تتكلم .
وقال مجاهد{[46914]} : منسكا : هو هراقة الدماء .
وقال ابن عباس{[46915]} : منسكا ، عبدا .
وقال عكرمة{[46916]} : مذبحا .
والمنسك بالكسر{[46917]} موضع الذبح ، كالمجلس موضع الجلوس لأن اسم المكان من فعل يفعل المفعل{[46918]} .
والمَنْسَك بالفتح{[46919]} : المصدر{[46920]} فيكون معنى قراءة من كسر ، ولكل أمة جعلنا موضع ذبح .
ومن قرأ بالفتح ، فتقديره : ولكل أمة جعلنا أن يتقربوا بذبح الذبائح .
وقيل : { منسكا } : متعبدا ، وهو ما يعبد الله به .
( والمنسك ) : العبادة والناسك : العابد .
وأصل المنسك أن يكون اسم المكان الذي يعبد الله فيه .
ثم قال تعالى : { فإلهكم إله واحد }[ 32 ] .
أي : فإلهكم إله واحد فلا تذكروا معبودا غيره{[46921]} على ذبائحكم .
وقيل : المعنى : فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور . /
{ وإلهكم إله واحد فله أسلموا } أي : اخضعوا بالطاعة .
أي{[46922]} : الخاشعين المطمئنين إلى الله ، قاله مجاهد{[46923]} .
قال ابن عيينة{[46924]} : ( المخبتين ) : المطمئنين .
وقال قتادة{[46925]} : المتواضعين .
وقيل{[46926]} : المخبتون{[46927]} : الذين لا يظلمون الناس ، وإذا ظلموا لم ينتصروا .
والخبت في اللغة{[46928]} : المكان المطمئن المنخفض ، والزور : الباطل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.