جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا} (63)

{ وَعِبَادُ{[3645]} الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا } ، هينين أو مشيا هينا بسكينة ووقار من غير جبرية ، واستكبار لا مشي المرضى ، فإنه مكروه وهو مبتدأ خبره الذين يمشون ، أو أولئك يجزون الغرفة ، { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا{[3646]} } ، أي : إذا خاطبوهم بما يكرهون قالوا سدادا من القول يسلمون فيه من الإثم أو تسليما منكم لا خير بيننا ولا شر قال تعالى : { وإذا سمعوا اللغو } الآية [ القصص : 55 ] ، وعن الحسن البصري قالوا : السلام ، وفي الحديث ما يؤيده ،


[3645]:ولما أنه جعلهما خلفة لمن أراد الذكر والشكر عرفه وبينه فقال: {وعباد الرحمن} الآية / 12 وجيز.
[3646]:ويسمى هذا سلام متاركة قال تعالى: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) الآية [القصص: 55]، يعني يتركونه ولا يعارضونه فإن من عارض جاهلا فهو مثله، وعدم معارضة الجاهل من تتمة الوقار، ولهذا لم يقل والذين إذا خاطبهم الجاهلون / 12 وجيز. في الفتح قال النضر بن شميل حدثني الخليل قال: أتيت أبا ربيعة الأعرابي، وكان من أعلم من رأيت فإذا هو على سطح فسلمنا فرد علينا السلام، وقال لنا استووا فبقينا متحيرين ولم ندر ما قال، فقال لنا: أعرابي إلى جنبه: أمركم أن ترتفعوا قال الخليل: هو من قول الله: (ثم استوى إلى السماء} فصعدنا إليه فقال: هل لكم في خبز فطير، ولبن هجير ؟ فقلنا: الساعة فارقناه، فقال: سلاما فلم ندر ما قال فقال الأعرابي: إنه سالمكم متاركة لا خير فيها، ولا شر قال الخليل: هو من قول الله عز وجل: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}، قال الحسن: هذا وصف نهارهم ثم وصف ليلتهم بقوله: {والذين يبيتون} الآية /12.