{ وَعِبَادُ الرحمن } مبتدأ خبره في آخر السورة ، كأنه قيل : وعباد الرحمن الذين هذه صفاتهم أولئك يجزون الغرفة . ويجوز أن يكون خبره { الذين يَمْشُونَ } وأضافهم إلى الرحمن تخصيصاً وتفضيلاً . وقرىء : «وعباد الرحمن » وقرىء : «يمشون » { هَوْناً } حال ، أو صفة للمشي ، بمعنى : هينين . أو : مشياً هيناً ؛ إلا أنّ في وضع المصدر موضع الصفة مبالغة . والهون : الرفق واللين . ومنه الحديث : " أحبب حبيبك هوناً مّا " وقوله : " المؤمنون هينون لينون " والمثل : إذا عزّ أخوك فهن . ومعناه : إذا عاسر فياسر . والمعنى : أنهم يمشون بسكينة ووقار وتواضع ، لا يضربون بأقدامهم ولا يخفقون بنعالهم أشراً وبطراً ، ولذلك كره بعض العلماء الركوب في الأسواق ، ولقوله : { وَيَمْشُونَ فِى الاسواق } [ الفرقان : 20 ] . { سَلاَماً } تسلماً منكم لانجاهلكم ، ومتاركة لا خير بيننا ولا شرّ ، أي : نتسلم منكم تسلماً ، فأقيم السلام مقام التسلم . وقيل : قالوا : سداداً من القول يسلمون فيه من الإيذاء ، والإثم . والمراد بالجهل : السفه وقلة الأدب وسوء الرعة ، من قوله :
أَلاَ يَجْهَلنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا *** فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَا
وعن أبي العالية : نسختها آية القتال ، ولا حاجة إلى ذلك ، لأنّ الإغضاء عن السفهاء وترك المقابلة مستحسن في الأدب والمروءة والشريعة ، وأسلم للعرض والورع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.