ثم قال : { وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب{[51798]} }[ 10 ] ، أخبر عن العصا ها هنا{[51799]} أنها انقلبت كالجان{[51800]} : صغير الحيات ، وأخبر عنها في موضع آخر أنها انقلبت ثعبانا مبينا ، والثعبان : كبير الحيات{[51801]} . ومعنى ذلك أن عصا موسى انقلبت له على ثلاث حالات ، آيات من الله ، انقلبت حية تسعى وهي الأنثى ، وجان وهو{[51802]} الصغير من الحيات ، وثعبان مبين : وهو الذكر الكبير{[51803]} من الحيات .
وقيل : إنها انقلبت ثعبان{[51804]} تهتز كأنها جان ولها{[51805]} عظم الثعبان وخفة الجان واهتزازه ، وهي حية تسعى . والعرب تقول : هذه حية ، وهذا حية{[51806]} .
وقيل : إن الله أقلب له العصا في أول مرة جانا{[51807]} ، وهو الحية الصغيرة لئلا{[51808]} يخاف ويجزع ، فلما أنس بها وأخذها وأرسلها . أرسله إلى فرعون ، فألقاها في الحال الأخرى بين يدي{[51809]} فرعون فصارت ثعبانا مبينا{[51810]} ، والله أعلم ، وفي لفظ الآية اختصار وحذف ، والتقدير : فألق{[51811]} عصاك ، فألقاها : فصارت{[51812]} حية تهتز ، فلما رآها تهتز كأنها جان أي حية ، والجان جنس من الحيات معروف .
وقوله : { ولى{[51813]} مدبرا }[ 10 ] ، أي هاربا خوفا منها ، { ولم يعقب }[ 10 ] ، أي : ولم يرجع{[51814]} . يقال{[51815]} : عقب فلان : إذا رجع على عقبيه إلى حيث بدأ .
قال{[51816]} قتادة{[51817]} : ولم يعقب : لم يلتفت .
قال ابن زيد : لما ألقى موسى صلى الله عليه وسلم{[51818]} العصا صارت حية ، فرعب منها وجزع ، فقال الله{[51819]} تعالى : { إني لا يخاف{[51820]} لدي المرسلون }[ 10 ] ، فلم يركن{[51821]} لذلك فقال الله : { أقبل لا تخف إنك من الآمنين }{[51822]} ، قال{[51823]} : فلم يقف أيضا على شيء من هذا حتى قال الله جل ذكره : { سنيعدها سيرتها الأولى }{[51824]} ، قال : فالتفت موسى ، فإذا هي عصا كما كانت / فرجع فأخذها ، ثم قوي بعد ذلك عليها حتى صار يرسلها على فرعون ويأخذها{[51825]} .
وقوله جل ثناؤه{[51826]} : { لا يخاف{[51827]} لدي المرسلون }[ 10 ] ، أي : عندي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.