الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَأَلۡقِ عَصَاكَۚ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهۡتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ وَلَّىٰ مُدۡبِرٗا وَلَمۡ يُعَقِّبۡۚ يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفۡ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ ٱلۡمُرۡسَلُونَ} (10)

وقوله سبحانه : { وَأَلْقِ عَصَاكَ } [ النمل : 10 ] أمره تعالى بهذَينِ الأمرين إلقاءِ العصا ، وأمرِ اليَدِ تَدريباً له في استعمالِهمَا ، والجان : الحياتُ لأنها تَجِنُّ أنفُسهَا أي : تَسْتُرُهَا ، وقالت فرقةٌ : الجانُّ : صِغَارُ الحَيَّاتِ .

وقوله تعالى : { ولى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ } أي : ولَّى فَارّاً . قال مُجاهدٌ : ولم يرجعْ ، وقال قَتَادَةُ : ولم يَلْتَفِتْ .

قال ( ع ) : وعَقَّبَ الرجلُ إذا ولَّى عَنْ أمر ثم صرف بدَنه أو وَجْهه إليه . ثم ناداه سُبحانه مُؤْنِساً له : { يا موسى لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ المرسلون } .