جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} (103)

{ يا أيها الذين{[770]} آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردّوكم بعد إيمانكم كافرين } : ثاني مفعولي يرد فإنه بمعنى التصيير ،

100

{ واعتصِموا } : واستمسكوا ، { بحبل الله جميعا } أي : بدين الله أو بالجماعة أو بعهد الله أو بالقرآن ، { ولا تفرّقوا } أمرهم أن يكونوا على الحق مجتمعين ثم نهاهم عن التفرقة كما افترق أهل الكتاب ، { واذكروا نعمة الله عليكم } : التي من جملتها الإسلام والتألف ، { إذ كنتم } : أيها الأوس والخزرج { أعداء } : وقع بينكم القتال والخوف ، { فألّف بين قلوبكم } : بالإسلام ، { فأصبحتم بنعمته إخوانا } : متحابين ، { وكنتم } : في الجاهلية { على شفا حفرة من النار } : مشفين{[774]} على الوقوع في جهنم لكفركم{[775]} وشفا بمعنى الطرف ، { فأنقذكم } : أنجاكم { منها } : بالإسلام ، والضمير للشفا ، أو للحفرة أو للنار ، { كذلك } : مثل ذلك التبيين ، { يُبيّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون } إرادة ثباتكم على الهدى .


[770]:ناداهم بوصف الإيمان تنبيها على تباين ما بينهم/12.

[774]:أي مشرفين/12.
[775]:لو أدرككم الموت في تلك الحالة لوقعتم فيها/12.