ثم قال عزّ وجلّ : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شيء } روى جويبر عن الضحاك قال : لما كان يوم أحد ، كسرت رباعية النبيّ صلى الله عليه وسلم وأدمي ساقه ، وقتل سبعون رجلاً من الصحابة ، فَهَمَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يدعو على المشركين ، فأنزل الله تعالى : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شيء } أي ليس لك من الحكم شيء ، أو يتوب عليهم يعني كفار قريش يهديهم إلى الإسلام . وقال الكلبي : فهمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلعن الذين انهزموا من الصحابة يوم أحد ، فنزل : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شيء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } يعني الذين انهزموا { أَوْ يُعَذّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالمون } قال : فلما نزلت هذه الآية ، كفّ ولم يلعن المشركين ، ولا الذين انهزموا من الصحابة ، لعلم الله فيهم أنهم سيتوبون ، وأن المشركين سيؤمن كثير منهم . وقد آمن كثير منهم فمنهم : خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم .
قال مقاتل : وكان سبعون رجلاً من أصحاب الصُّفَّة ، خرجوا إلى الغزو محتسبين ، فقتل السبعون جميعاً ، فشق ذلك على النبيّ صلى الله عليه وسلم ، فدعا الله عليهم أربعين يوماً في صلاة الغداة ، فنزل قوله تعالى : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شيء } ويقال : معنى قوله أو يتوب عليهم ، { أو يعذبهم } إن لم يكونوا من أهل التوبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.