جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ كَانُواْ غُزّٗى لَّوۡ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجۡعَلَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ حَسۡرَةٗ فِي قُلُوبِهِمۡۗ وَٱللَّهُ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (156)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا } أي : المنافقين ، { وقالوا لإخوانهم } : لأجل أصحابهم وفيهم ، { إذا ضربوا{[854]} } : سافروا أي قالوا لأجل الأحوال العارضة للإخوان إذا ضربوا بمعنى حين كانوا يضربون ، { في الأرض } : للتجارة وغيرها فماتوا في تلك السفر : { أو كانوا غُزّى } ، فقتلوا جمع غاز { لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قُتلوا } ، مقول قالوا ، { ليجعل{[855]} الله ذلك حسرة في قلوبهم } أي : لا تكونوا مثلهم في ذلك الاعتقاد ليجعل ذلك الاعتقاد حسرة في قلوبهم خاصة دون قلوبكم أو معناه قالوا ذلك واعتقدوا ليجعل ، وحينئذ اللام لام العاقبة كقولهم : ( لدوا للموت وابنوا للخراب ) { والله يُحيي ويُميت } أي : المؤثر فيهما هو الله لا الإقامة والسفر ، { والله بما تعملون بصير } ، فلا تكونوا أيها المؤمنون كالكفار .


[854]:حاصل ما قررنا أن إذا ضربوا ظرف لما يحصل للإخوان أي: الأحوال العارضة لهم في زمان مفرهم لا ظرف قالوا حتى يلزم أن قالوا ماض وإذا ضربوا مستقبل فلا يصح، وكان ما ذكره الشارح أولى مما ذكره الزمخشري فانظر فتأمل/12.
[855]:فاللام متعلق بلا تكونوا أو بقالوا وعلى الأول ذلك إشارة إلى ما دل عليه قولهم من الاعتقاد/12.