جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسۡتُنَّ كَأَحَدٖ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّۚ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ وَقُلۡنَ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا} (32)

{ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء } أي : لستن كجماعة واحدة من جماعات النساء ، وأصل أحد{[4078]} وحد بمعنى : واحد ، ثم وضع في النفي العام مستويا فيه التذكير والتأنيث والواحد وما وراءه ، { إِنِ اتَّقَيْتُنَّ } : راعيتن التقوى ، { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ } : لا تكلمن كلاما لينا خنثا{[4079]} ، يعني لابد لكن من الغلظة{[4080]} في المقالة مع الأجانب ، { فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } : فجور أو نفاق ، { وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا } يرتضيه الدين والإسلام من غير خضوع ،


[4078]:وفي الوجيز ذكر صاحب البحر: أن (أحد) الذي يستعمل في النفي العام مخصوص بذوي العقول بخلاف واحد، ثم ذكر أن النحويين صرحوا أن مادة (أحد) الذي للعموم بهمزة وحاء ودال، ومادة (أحد) بمعنى: واحد أصله واو وحاء ودال، فقد اختلفا مدلولا ومادة /12 وجيز.
[4079]:في الأساس: خنث تكسر وتثن وقد خنث وخنّث كلامه: لينه /12 منه.
[4080]:لا كما كانت الحال في نساء العرب من مكالمة الرجال برخيم الصوت ولينه /12 وجيز.