ولما كان لكل حق حقيقة ، ولكل قول صادق بيان ، قال مؤذناً بفضلهن : { يا نساء النبي } أي{[55528]} الذي أنتن من أعلم{[55529]} الناس بما بينه وبين الله من الإنباء بدقائق الأمور وخفايا{[55530]} الأسرار وما له من الزلفى لديه { لستن كأحد من النساء } قال البغوي{[55531]} : ولم يقل : كواحدة{[55532]} ، لأن الأحد عام يصلح للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث - انتهى ، فالمعنى كجماعات{[55533]} من جماعات النساء إذا تقصيت أمة النساء جماعة جماعة لم توجد فيهن جماعة تساويكن في الفضل لما خصكن الله{[55534]} به من قربة بقرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزول الوحي الذي بينه وبين الله في بيوتكن .
ولما كان المعنى : بل أنتن أعلى النساء ، ذكر{[55535]} شرط ذلك فقال : { إن اتقيتن } أي جعلتن بينكن وبين غضب الله وغضب رسوله وقاية ، ثم سبب عن هذا النفي قوله : { فلا تخضعن } أي إذا تكلمتن بحضرة أجنبي { بالقول } أي بأن يكون لينا{[55536]} عذباً رخماً ، والخضوع التطأمن والتواضع واللين والدعوة إلى السواء ؛ ثم سبب عن الخضوع : قوله : { فيطمع } أي في الخيانة { الذي في قلبه مرض } أي فساد وريبة ، والتعبير بالطمع للدلالة على أن{[55537]} أمنيته لا سبب لها في الحقيقة ، لأن اللين في كلام النساء خلق لهن لا تكلف فيه ، فأريد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم التكلف للإتيان بضده .
ولما نهاهن عن الاسترسال مع سجية النساء في رخامة الصوت ، أمرهن بضده فقال : { وقلن قولاً معروفاً } أي{[55538]} يعرف أنه بعيد عن محل الطمع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.