الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسۡتُنَّ كَأَحَدٖ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّۚ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ وَقُلۡنَ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا} (32)

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { لستن كأحد من النساء } قال : كأحد من نساء هذه الأمة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { يا نساء النبي لَسْتُنَّ كأحد . . . . } الآية . يقول : أنتن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعه تنظرن إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلى الوحي الذي يأتيه من السماء ، وأنتن أحق بالتقوى من سائر النساء ، { فلا تخضعن بالقول } يعني الرفث من الكلام . أمرهن أن لا يَرْفِثْنَ بالكلام { فيطمع الذي في قلبه مرض } يعني الزنا .

قال : مقاربة الرجل في القول حتى { يطمع الذي في قلبه مرض } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { فلا تخضعن بالقول } قال : لا ترفثن بالقول .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { فلا تخضعن بالقول } يقول : لا ترخصن بالقول ، ولا تخضعن بالكلام .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله { فيطمع الذي في قلبه مرض } قال : شهوة الزنا .

وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ؛ أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { فيطمع الذي في قلبه مرض } قال : الفجور والزنا . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت الأعشى وهو يقول :

حافظ للفرج راضٍ بالتقى *** ليس ممن قلبه فيه مرض

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن علي رضي الله عنه قال : المرض مرضان . فمرض زنا ، ومرض نفاق .

وأخرج ابن سعد عن عطاء بن يسار رضي الله عنه في قوله { فيطمع الذي في قلبه مرض } يعني الزنا { وقلن قولاً معروفاً } يعني كلاماً ظاهراً ليس فيه طمع لأحد .

وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله { وقلن قولاً معروفاً } يعني كلاماً ليس فيه طمع لأحد .