جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ} (2)

{ الذي خلق الموت{[5065]} والحياة } ، اختلف العلماء هل الموت صفة وجودية مضادة للحياة كما دلت عليه الآية أو هو عدم الحياة ، فمن قال بالثاني ذكر في تفسيرها قدرهما أو أوجد الحياة وأزالها ، وعن بعض المراد أوجد الخلق من العدم ، فسمى العدم موتا كما قال تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم } ( البقرة :28 ) { ليبلوكم } : ليعاملكم معاملة المختبر ، { أيكم أحسن عملا } : أخلصه وأصوبه ، والجملة واقعة موقع ثاني مفعولي البلوى المتضمن معنى العلم ، { وهو العزيز الغفور }ك


[5065]:هذه الآية مستدل من قال: إن الموت صفة وجودية مضادة لصفة أخرى وجودية، وصرح صاحب الفوائد إن عدمية الموت كانت منسوبة إلى القدرية، ثم شاعت وعندهم أن خلق بمعنى قدر، وهذا أجدر من تفسيرهم بأوجد الحياة وأزالها /12 وجيز.