المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَهُمۡ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغۡنِي عَنۡهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٍ إِلَّا حَاجَةٗ فِي نَفۡسِ يَعۡقُوبَ قَضَىٰهَاۚ وَإِنَّهُۥ لَذُو عِلۡمٖ لِّمَا عَلَّمۡنَٰهُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (68)

تفسير المعاني :

ولما دخلوا إلى مصر من أبواب متفرقة كما أمرهم أبوهم ما كان ذلك ليدفع عنهم شيئا مما قضاه عليهم ، ولكنها حاجة في نفس يعقوب قضاها ، أي أن شفقته من أن يصابوا بالعين حملته على أن يأمرهم بهذا ، وهو في الواقع عالم بذلك بسبب ما علمناه من توالي الوحي إليه ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

نقول : إن لعيون بعض الناس قدرة على الإيذاء ، وهذا التأثير مظهر قوة نفسية عظيمة لا يجعلها مكروهة إلا انصرافها إلى الشر ، وأما هي في ذاتها فقوة من أعجب القوى .