وقوله : { أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّماء . . . }
مردود على قوله : { مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً } .
{ أَوْ كَصَيِّبٍ } : أو كمثل صيِّب ، فاستُغنى بذكر { الذي اسْتَوْقَدَ ناراً } فطُرِح ما كان ينبغي أن يكون مع الصيّب من الأسماء ، ودلَّ عليه المعنى ؛ لأن المَثَل ضُرِب للنفاق ، فقال : { فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌٌ } فشبّه الظلمات بكفرهم ، والبرقَ إذا أضاء لهم فمشوا فيه بإيمانهم ، والرعد ما أتى في القرآن من التخويف . وقد قيل فيه وجه آخر ؛ قيل : إن الرعد إنما ذُكِر مَثَلا لخوفهم من القتال إذا دُعُوا إليه . ألا ترى أنه قد قال في موضع آخر : { يَحْسَبونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ } أي يظنُّون أنهم أبداً مغلوبون .
ثم قال : { يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ } فنصب " حَذَرَ " على غير وقوعٍ من الفعل عليه ؛ لم ترد يجعلونها حذرا ، إنما هو كقولك : أعطيتك خَوْفاً وفَرَقاً . فأنت لا تعطيه الخوف ، وإنما تعطيه من أجل الخوف ؛ فنصبه على التفسير ليس بالفعل ، كقوله جل وعز : { يَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً } . وكقوله : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً } والمعرفة والنكرة تفسِّران في هذا الموضع ، وليس نصبه على طرح " مِن " . وهو مما قد يستدل به المبتدئ للتعليم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.