وقوله : { مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً . . . }
فإنما ضرب المثل - والله أعلم - للفعل لا لأعيان الرجال ، وإنما هو مَثَل للنفاق ؛ فقال : مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ؛ ولم يقل : الذين استوقدوا . وهو كما قال الله : { تَدُورُ أَعْيُنُهْم كالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ } . وقوله : { ما خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } فالمعنى - والله أعلم - : إلا كبعثِ نفس واحدة ؛ ولو كان التشبيه للرجال لكان مجموعا كما قال : { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ } أراد القِيَم والأجسام ، وقال : { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } فكان مجموعا إذا أراد تشبيه أعيان الرجال ؛ فأجر الكلام على هذا . وإن جاءك تشبيه جمع الرجال موحَّدا في شِعْر فأَجِزْه . ِ وإن جاءك التشبيه للواحد مجموعا في شعر فهو أيضا يراد به الفعل فأجزه ؛ كقولك : ما فِعْلك إلا كفعل الحَمِير ، وما أفعالكم إلا كفعل الذِّئب ؛ فابنِ على هذا ، ثم تُلْقِى الفعلَ فتقول : ما فعلك إلا كالحَمِير وكالذِّئب .
وإنما قال الله عزّ وجلّ : { ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ } لأن المعنى ذهب إلى المنافقين فجمع لذلك . ولو وُحِّد لكان صوابا ؛ كقوله : { إنّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ . طَعامُ الأَثِيمِ . كالْمُهْلِ تغْلِي في الْبُطُونِ } و " يَغْلِى " ؛ فمن أنّث ذهب إلى الشجرة ، ومن ذَكَّر ذهب إلى المهل . ومثله قوله عز وجل : { أَمَنَةً نُعَاساً تَغْشَى طَائفَةً منْكُمْ } للأَمَنة ، " ويَغْشَى " للنعاس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.