معاني القرآن للفراء - الفراء  
{أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (184)

وقوله : { أَيَّاما مَّعْدُودَاتٍ . . . }

نصبت على أن كلّ ما لم تسمِّ فاعله إذا كان فيها اسمان أحدهما غير صاحبه رفعت واحدا ونصبت الآخر ؛ كما تقول : أُعطِى عبد الله المال . ولا تبالِ أكان المنصوب معرفة أو نكرة . فإن كان الآخِر نعتا للأوّل وكانا ظاهرين رفعتهما جميعا فقلت : ضرِب عبد الله الظريف ، رفعته ؛ لأنه عبد الله . وإن كان نكرة نصبته فقلت : ضرِب عبد الله راكبا ومظلوما وماشيا وراكبا .

قوله : { فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ . . . }

رفع على ما فسرت لك في قوله " فاتباع بالمعروفِ " ولو كانت نصبا كان صوابا .

وقوله : { وَعلى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ . . . }

يقال : وعلى الذين يطيقون الصوم ولا يصومون ، أن يطعم مِسكينا مكان كل يومٍ يفطره . ويقال : على الذين يطيقونه الفِدية يريد الفِداء ، ثم نسخ هذا فقال تبارك وتعالى : { وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ } من الإطعام .