جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (184)

{ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ } ، تقديره {[303]} صوموا أياما ، { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ {[304]} فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } ، أي : فعليه صوم عدة أيام المرض والسفر من أيام أخر ، إن أفطر بحذف الشرط ، والمضاف والمضاف إليه للقرينة ، { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } ، أي : الصحيح المقيم ، { فِدْيَةٌ } ، إن أفطروا ، { طَعَامُ مِسْكِينٍ } ، كان في بدء الإسلام {[305]} الخيار بين الصوم والإطعام عن كل يوم مسكينا فنسخ ، أو الآية غير منسوخة ، والمراد الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا تستطيعان الصوم ، وعلى هذا معنى الذين يطيقونه يصومون طاقتهم وجهدهم ، ويؤيده بعض القراءة وهو " يطوّقونه " أي : يكلفونه ، { فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً {[306]} } ، بأن أطعم أكثر من مسكين كل {[307]} يوم ، { فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ، وَأَن تَصُومُواْ } ، أي : الصوم ، { خَيْرٌ لَّكُمْ } ، أيها المطيقون أو المطوقون من الإفطار والفدية ، { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } : فضائل الصوم .


[303]:لا يجوز أن يكون ظرفا للصيام لعدم جواز الفصل بينه وبين معموله وأما كونه معمولا لكما كتب فغير ظاهر معناه بل فاسد/12 منه
[304]:واختلف أهل العلم في السفر المبيح للإفطار فقيل مسافة قصر الصلاة والخلاف في قدرها معروف وبه قال الجمهور، وقال غيرهم بمقادير لا دليل عليها والحق أن ما صدق عليه مسمى السفر فهو الذي يباح عنده الفطر/12 فتح وفي البخاري في كتاب التفسير وقال عطاء يفطر من المرض كله [البخاري، 8/28-فتح]
[305]:الأول روى البخاري عن سلمة بن الأكوع وعن ابن عمر أيضا، والثاني روى البخاري عن ابن عباس بروايات متعددة، وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه عن عطاء/12 منه [رواية سلمة وابن عمر في صحيح البخاري (4506، 4507)، وكذا رواية ابن عباس (4505)].
[306]:نصب خير بنزع الخافض، أي: بخير وقيل تقديره تطوعا خيرا/12 منه
[307]:أو بالجمع بين الصوم والفدية/12 منه