تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (184)

وكان ذلك على الذين من قبلنا { أياما معدودات } ، وهي دون الأربعين ، فإذا كانت فوق الأربعين فلا يقال لهم : { معدودات } ، { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية } ، أي ومن كان يطيق الصوم ، وليس بمريض ولا مسافر ، فإن شاء صام ، وإن شاء أفطر ، وعليه فدية { طعام مسكين } ، لكل مسكين نصف صاع حنطة ، { فمن تطوع خيرا } ، فزاد على مسكين فأطعم مسكينين أو ثلاثة مكان كل يوم ، { فهو خير له } من أن يطعم مسكينا واحدا ، ثم قال : { وأن تصوموا خير } ، يعني ولأن تصوموا خير { لكم } من الطعام { إن كنتم تعلمون } وكان المؤمنون قبل رمضان يصومون عاشوراء ولا يصومون غيره ، ثم أنزل الله عز وجل صوم رمضان بعد ، فنسخ الطعام ، وثبت الصوم ، إلا على من لا يطيق الصوم ، فليفطر وليطعم مكان كل يوم مسكينا نصف صاع حنطة .