فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡـٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ} (48)

{ واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون } حذر الله تعالى من أحوال وأهوال يوم البعث والحساب والثواب والعقاب وأنه حين يأتي لن تكفى نفس عن نفس ولن يغني أحد عن أحد { . . لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا . . }{[266]} { لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم . . }{[267]} { ولا يقبل منها شفاعة } النفس الخاطئة لا يقف إلى جانبها يوم الفزع قريب ولا خليل ولا يجادل عنها إنس ولا جن ولا ملك ويشهد الخاطئون على أنفسهم بالضلال المبين ويقولون ما حكاه الكتاب الحكيم : { فما لنا من شافعين ولا صديق حميم }{[268]} كما أنبأنا بحال الملائكة المقربين فقال وهو أصدق القائلين ( . . ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون }{[269]} { يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا }{[270]} { ولا يؤخذ منها عدل } ولا يقبل عنها فداء فلو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة لا تقبل منهم ولو افتدى المجرم بأبيه أو ببنيه أو بما في الأرض كلهم فما ذلك بمنجيه { ولا هم ينصرون } ما لهم من قوة ولا ناصر فلا دافع ولا معين .


[266]:سورة لقمان من الآية 33.
[267]:سورة المجادلة من الآية 17.
[268]:سورة الشعراء الآيتان 100 101.
[269]:سورة الأنبياء من الآية28.
[270]:سورة النبإ من الآية 38.