التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡـٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ} (48)

{ لا تجزى } لا تغني وشيئا مفعول به أو صفة لمصدر محذوف ، والجملة في موضع الصفة ، وحذف الضمير أي : فيه .

{ ولا يقبل منها شفاعة } ليس نفي الشفاعة مطلقا ، فإن مذهب أهل الحق ثبوت الشفاعة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وشفاعة الملائكة والأنبياء والمؤمنين ، وإنما المراد أنه لا يشفع أحد إلا بعد أن يأذن الله له لقوله تعالى :{ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }[ البقرة :255 ] ولقوله :{ ما من شفيع إلا من بعد إذنه }[ يونس :3 ] ولقوله :{ ولا تنفع الشفاعة إلا لمن أذن له }[ طه :109 ] وانظر ما ورد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذن في الشفاعة فيقال له : اشفع تشفع . فكل ما ورد في القرآن من نفي الشفاعة مطلقا يحمل على هذا لأن المطلق يحمل على المقيد ، فليس في هذه الآيات المطلقة دليل للمعتزلة على نفي الشفاعة .

{ عدل } هنا فدية { ولا هم ينصرون } جمع لأن النفس المذكورة يراد بها نفوس .