وقوله : { واتقوا يَوْمًا } أمر معناه الوعيد ، وقد تقدم معنى التقوى . والمراد باليوم : يوم القيامة أي : عذابه . وقوله : { لاَّ تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا } في محل نصب صفة ليوم ، والعائد محذوف . قال البصريون في هذا وأمثاله : تقديره فيه .
وقال الكسائي : هذا خطأ ، بل التقدير لا تجزيه ؛ لأن حذف الظرف لا يجوز ، ويجوز حذف الضمير وحده . وقد روى عن سيبويه ، والأخفش ، والزجاج جواز الأمرين . ومعنى : { لا تجزي } : لا تكفي ، وتقضي ، يقال جزا عني هذا الأمر يجزي ، أي : قضى ، واجتزأت بالشيء أجتزي ، أي : اكتفيت ، ومنه قول الشاعر :
فإن الغدرَ في الأقوام عَارٌ *** وإن الحر يَجزي بالكُراع
والمراد أن هذا اليوم لا تقضي نفس عن نفس شيئاً ، ولا تكفي عنها ، ومعنى التنكير : التحقير ، أي : شيئاً يسيراً حقيراً ، وهو منصوب على المفعولية ، أو على أنه صفة مصدر محذوف ، أي : جزاء حقيراً . والشفاعة مأخوذة من الشفع ، وهو الاثنان ، تقول استشفعته : أي : سألته أن يشفع لي ، أي : يضمّ جاهه إلى جاهك عند المشفوع إليه ، ليصل النفع إلى المشفوع له ، وسميت الشفعة شفعة ؛ لأنك تضم ملك شريكك إلى ملكك . وقد قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، تقبل بالمثناة الفوقية ؛ لأن الشفاعة مؤنثة ، وقرأ الباقون بالياء التحتية ؛ لأنها بمعنى الشفيع . قال الأخفش : الأحسن التذكير . وضمير { منها } يرجع إلى النفس المذكورة ثانياً : أي : إن جاءت بشفاعة شفيع ، ويجوز أن يرجع إلى النفس المذكورة أوّلاً : أي : إذا شفعت لم يقبل منها . والعدل بفتح العين : الفداء ، وبكسرها : المثل . يقال عدل ، وعديل للذي ماثل في الوزن والقدر . وحكى ابن جرير أن في العرب من يكسر العين في معنى الفدية . والنصر : العون ، والأنصار : الأعوان ، وانتصر الرجل : انتقم ، والضمير ، أي : هم ، يرجع إلى النفوس المدلول عليها بالنكرة في سياق النفي ، والنفس تذكر وتؤنث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.