وقوله : { حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ . . . }
يقال : إنه مقدّم ومؤخر ؛ معناه : " حتى إذا تنازعتم في الأمر فشِلتم " . فهذه الواو معناها السقوط : كما يقال : { فلما أسلما وتَلَّه للْجَبِين . وناديْناه } معناه : ناديناه . وهو في " حتى إذا " و " فلما أن " مقول ، لم يأت في غير هذين . قال الله تبارك وتعالى : { حتى إذا فُتِحتْ يأجوجُ وماجوجُ وهُمْ مِن كل حَدَبٍ يَنْسِلون } ثم قال : { واقتربَ الوعدُ الحقُّ } معناه : اقترب ، وقال تبارك وتعالى : { حتى إِذا جاءوها وفُتِحت أبوابها } وفي موضع آخر : { فتِحت } وقال الشاعر :
حتى إذا قَمِلت بطونُكُم *** ورأيتُم أبناءكُمْ شَبُّوا
وقلبتُم ظهرَ المِجَنِّ لنا *** إن اللئِيم العاجِزُ الخَبّ
الخَبّ : الغدّار ، والخِبّ : الغَدْر . وأما قوله : { إذا السماء انْشَقَّتْ . وَأَذِنَتْ لرَبِّها وحُقّت } وقوله : { وإِذا الأَرْضُ مُدَّتْ . وألْقَتْ ما فِيها وتَخَلّتْ } فإنه كلام واحد جوابه فيما بعده ، كأنه يقول : " فيومئذ يلاقى حسابه " . وقد قال بعض من رَوى عن قَتادة من البصريّين { إذا السَّماء انْشَقَّتْ . أذنت لربها وحُقَّت } ولست أشتهي ذلك ؛ لأنها في مذهب { إذا الشَّمسُ كُوِّرَتْ } و { إذا السَّماء انْفَطَرتْ } فجواب هذا بعده { عَلمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ } و{ وعلِمت نفس ما قدَّمت وأخَّرت } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.