تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (152)

{ ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه } ، يعني تقتلونهم بإذنه يوم أحد ، ولكم النصر عليهم ، { حتى إذا فشلتم } ، يعني ضعفتم عن ترك المركز ، { وتنازعتم في الأمر وعصيتم } كان تنازعهم أنه قال بعضهم : ننطلق فنصيب الغنائم ، وقال بعضهم : لا نبرح المركز كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { من بعد ما أراكم ما تحبون } من النصر على عدوكم ، فقتل أصحاب الألوية من المشركين ، { منكم من يريد الدنيا } الذين طلبوا الغنيمة ، { ومنكم من يريد الآخرة } الذين ثبتوا في المركز حتى قتلوا ، { ثم صرفكم عنهم } من بعد أن أظفركم عليهم ، { ليبتليكم } بالقتل والهزيمة ، { ولقد عفا عنكم } حيث لم تقتلوا جميعا عقوبة بمعصيتكم ، { والله ذو فضل } في عقوبته { على المؤمنين } حيث لم يقتلوا جميعا .