وقوله : { إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ على أحَدٍ . . . }
الإصعاد في ابتداء الأسفار والمخارج . تقول : أصعدنا من مكة ومن بغداد إلى خراسان ، وشبيهَ ذلك . فإذا صعدت على السلم أو الدّرجة ونحوهما قلت : صعِدت ، ولم تقل أصعدت . وقرأ الحسن البصرىّ : " إِذ تَصْعَدون ولا تلوون " جعل الصعود في الجبل كالصعود في السلم .
وقوله : { وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ } ومن العرب من يقول : أُخراتِكم ، ولا يجوز في القرآن ؛ لزيادة التاء فيه على كِتَاب المصاحف ؛ وقال الشاعر :
ويتّقى السيف بأُخْراتِه *** من دون كفّ الجارِ والمِعصمِ
وقوله : { فَأَثَابَكُمْ غَما بِغَمٍّ } الإثابة ها هنا [ في ] معنى عقاب ، ولكنه كما قال الشاعر :
أخاف زيادا أن يكون عطاؤه *** أداهِمَ سُوداً أو مُحَدْرَجَةً سُمْرَا
وقد يقول الرجل الذي قد اجترم إليك : لئن أتيتنى لأثِيبنّك ثوابك ، معناه لأعاقبنَّك ، وربما أنكره من لا يعرف مذاهب العربية . وقد قال الله تبارك وتعالى : { فَبَشِّرْهُمْ بعذَابٍ أليم } والبشارة إنما تكون في الخير ، فقد قيل ذاك في الشرّ .
ومعنى قوله { غَما بِغَمٍّ } ما أصابهم يوم أُحُد من الهزيمة والقتل ، ثم أشرف عليهم خالد بن الوليد بخيله فخافوه ، وغَمَّهم ذلك .
وقوله : { وَلاَ ما أَصَابَكُمْ } ( ما ) في موضع خفض على " ما فاتكم " أي ولا على ما أصابكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.