{ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ الله وَعْدَهُ } وذلك أنهم لما أخذوا في الحرب انهزم المشركون ، فلما أَخَذَ بعض المسلمين في النهب والغارة رجع الأمر عليهم وانهزم المسلمون ، فذلك قوله : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ الله وَعْدَهُ } . { إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ } يقول : تقتلونهم بأمره . وقال القتبي : { تحسونهم } يعني تستأصلونهم بالقتل ، يقال : جراد محسوس إذا قتله البرد . { حتى إِذَا فَشِلْتُمْ وتنازعتم في الأمر } يعني : جَبُنْتُمْ من عدوكم ، واختلفتم في الأمر { وَعَصَيْتُمْ } أمر الرسول صلى الله عليه وسلم { مّن بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ } يعني أراكم الله { مَّا تُحِبُّونَ } يعني من النصر على عدوكم ، وهزيمة الكفار والغنيمة .
ثم قال : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا } أي يطلب الغنيمة { وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخرة } وهم الذين ثبتوا عند المشركين حتى قتلوا . وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : كنا لا نعرف أن أحداً منا يريد الدنيا حتى نزلت هذه الآية ، فَعَلِمْنا أن فينا من يريد الدنيا { ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ } بالهزيمة من بعد أن أَظْفَركم عليهم { لِيَبْتَلِيَكُمْ } بمعصية الرسول بالقتل والهزيمة { وَلَقَدْ عَفَا } الله { عَنْكُمْ } ولم يعاقبكم عند ذلك ، فلم تقتلوا جميعاً { والله ذُو فَضْلٍ } في عفوه وإنعامه { عَلَى المؤمنين } بالعفو والإنعام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.