{ ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه } تفسير الحسن ، وغيره : [ إذ ] تقتلونهم . قال محمد : سنة حسوس ، إذا أتت على كل شيء ، وجراد محسوس ، إذا قتله البرد .
{ حتى إذا فشلتم } الآية ، قال الحسن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رأيتني البارحة ، كأن علي درعا حصينة [ فأولتها ] المدينة ، فاكمنوا للمشركين في أزقتها حتى يدخلوا عليكم في أزقتها ، فتقتلوهم " فأبت الأنصار من ذلك ، فقالوا : يا رسول الله ، منعنا مدينتنا من تبع والجنود فنخلي بين هؤلاء المشركين وبينها يدخلونها ؟ فلبس رسول الله سلاحه ، فلما خرجوا من عنده أقبل بعضهم على بعض ، فقالوا : ما صنعنا ، أشار علينا رسول الله ، فرددنا رأيه ، فأتوه ، فقالوا : يا رسول الله ، نكمن لهم في أزقتها ، حتى يدخلوا فنقتلهم فيها ، فقال : " إنه ليس لنبي لبس لامته ، أي سلاحه ، أن يضعها ، حتى [ يقاتل ] " ، قال : فبات رسول الله دونهم بليلة ، فرأى رؤيا ، فأصبح ، فقال : " إني رأيت البارحة كأن بقرا ينحر " ، فقلت : بقر ؟ والله خير ، " وإنه كائنة فيكم مصيبة ، وإنكم ستلقونهم وتهزمونهم غدا ، فإذا هزمتموهم فلا تتبعوا المدبرين " {[231]} .
ففعلوا فلقوهم فهزموهم ، كما قال رسول الله فأتبعوا المدبرين على وجهين : أما بعضهم ، فقالوا : مشركون وقد أمكننا الله من أدبارهم فنقتلهم ، فقتلوهم على وجه الحسبة ، وأما بعضهم : فقتلوهم لطلب الغنيمة ، فرجع المشركون عليهم فهزموهم ، حتى صعدوا أحدا ، وهو قوله .
آية { ولقد صدقكم الله وعده } لقول رسول الله : " إنكم ستلقونهم فتهزمونهم ، فلا تتبعوا المدبرين " وقوله : { حتى إذا فشلتم } أي ضعفتم في أمر رسول الله { وتنازعتم } اختلفتم فصرتم فرقتين ، تقاتلونهم على وجهين { وعصيتم } الرسول { من بعد ما أراكم ما تحبون } من النصر على عدوكم { منكم من يريد الدنيا } يعني الغنيمة { ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم } حين لم يستأصلكم { والله ذو فضل على المؤمنين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.