التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (152)

قوله تعالى{ ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون }

أخرج الطبري : حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن ابي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : لقينا المشركين يومئذ ، واجلس النبي صلى الله عليه وسلم جيشا من الرماة ، وأمر عليهم عبد الله وقال : " لا تبرحوا ، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا " . فلما لقينا هربوا ، حتى رأيت النساء يشتددن في الحبل ، رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهم فأخذوا يقولون : الغنيمة الغنيمة . فقال عبد الله : عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم ان لا تبرحوا فأبوا ، فلما أبوا صرف وجوههم ، فأصيب سبعون قتيلا . وأشرف أبو سفيان فقال أفي القوم محمد ؟ فقال : " لا تجيبوه " فقال لأفي القوم ابن أبي قحافة ؟ قال : " لا تجيبوه " فقال : أفي القوم ابن الخطاب ؟ فقال : عن هؤلاء قتلوا ، فلو كانوا احياء لأجابوا . فلم يكن عمر نفسه فقال : كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزي . قال أبو سفيان : اعل هبل . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قال أجيبوه قالوا : ما نقول ؟ قال : قولوا الله أعلى واجل قال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أجيبوه قالوا : ما نقول ؟ قال : قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم قال أبو سفيان يوم بيوم بدر ، والحرب سجال ، وتجدون مثله لم آمر بها ولم تسؤني .

( الصحيح7/405ح4043-ك المغزي- ب غزوة أحد ) .

قوله تعالى{ منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة }

قال ابن أبي شيبة : حدثنا احمد بن الفضل ، ثنا أسباط ، عن السدي ، عن عبد خير ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : ما كنت أرى ان أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا ، حتى نزل { منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة } .

( المطالب العالية-المسندة( ق 132/أ ) . وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره( 2/605 ح1649 ) والطبري( 4/130 ) ، والطبراني في الوسط( 2/237 ح1421 )من طرق عن احمد بن المفضل به . وهذا الإسناد فيه أسباط بن نصر ، وهو( صدوق كثير الخطأ يغرب ) ، كما قاله ابن حجر رحمه الله ( التقريب ص98 ) . ولكن لم ينفرد بروايته لهذا الأثر ، بل روي من طريق آخر عن ابن مسعود ، فأخرجه الإمام أحمد في مسنده( 1/463 )ضمن حديث طويل في قصة احد ، من طريق : حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب ، عن الشعبي ، عن ابن مسعود . وعطاء وإن كان قد اختلط ، إلا ان رواية حماد عنه قبل الاختلاط ، وباقي رجال الإسناد ثقات ، فيكون الحديث بمجموع هذين الطريقين حسنا عن شاء الله . وقد حسن إسناده الحافظ العراقي في تخريجه للإحياء( 4/219 ) ، وقال الهيثمي-بعد أن عزاه للطبراني واحمد- : ورجال الطبراني ثقات( مجمع الزوائد6/327-328 ) . وصحح إسناده السيوطي( الدر المنثور2/86 ) . وانظر : تخريج الحديث والكلام عليه في حاشية ابن أبي حاتم .