جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (152)

{ ولقد صدقكم الله وعده } : بالنصر والظفر بشرط الصبر والتقوى { إذ تحُسّونهم } : تقتلون المشركين أول الأمر يوم أحد{[838]} { بإذنه } : بقضاء الله ، { حتى إذا فشلتم } : جبنتم ، { وتنازعتم في الأمر } أراد اختلاف الرماة حين انهزام المشركين قال بعضهم ندع مكاننا للغنيمة ، وقال بعضهم : نترك الغنيمة ، ولا نخالف نبي الله { وعصيتم } : الرسول بترك المركز ، { من بعد ما أراكم } : الله { ما تحبّون } : من الغنيمة ، وجواب إذا محذوف وهو امتحنكم أو منعكم نصره ، { منكم من يريد الدنيا } : وهم من ترك المركز للغنيمة ، { ومنكم من يريد الآخرة } : وهم الثابتون عند المركز ، { ثم صرفكم عنهم } : كفكم عنهم ، وردكم بالهزيمة { ليبتليكم } : يمتحن ثباتكم ، { ولقد عفا عنكم } : مخالفة الرسول لندمكم ، أو عفا عنكم فلم يستأصلكم ، { والله ذو فضل على المؤمنين } .


[838]:قد يستدل بهذه الآية على أن قوله: (إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم) (آل عمران: 124) الآية كان يوم أحد، وهو الوعد بالنصر، لكن بشرط الصبر والثبات والطاعة/12.