{ ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه } أنجز ربنا ما وعد من تأييد الفئة القليلة المؤمنة على الكثيرة الكافرة بتقديره سبحانه واقتداره فاندفع المسلمون يوم أحد يقتلون المشركين ويستأصلونهم استئصالا . روى البخاري عن البراء بن عازب قال : لما كان يوم أحد ولقينا المشركين أجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم أناسا من الرماة وأمر عليهم عبد الله بن جبير ، وقال لهم : ( لا تبرحوا أماكنكم إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا وإن رأيتموهم قد ظهروا علينا فلا تعينونا عليهم ) ، يقول محمد بن كعب القرظي فلما التقى القوم قتل صاحب لواء المشركين وتسعة نفر منهم بعده وهزمهم المسلمون حتى نظرنا إلى النساء يشتددن {[1181]} في الجبل وقد رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن فجعلوا{[1182]} يقولون الغنيمة الغنيمة وترك بعض الرماة مركزهم طلبا للغنيمة .
{ حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة } إلى أن جبنتم واختلفتم فيما أمرتم به وعصيتم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما لاحت بشائر النصر على العدو . عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ناسا من الناس يعني يوم أحد فكانوا من ورائهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كونوا ها هنا فردوا وجه من قدمنا وكونوا حرسا لنا من قبل ظهورنا ) وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما هزم القوم هو وأصحابه اختلف الذين كانوا جعلوا من ورائهم ، فقال بعضهم لبعض لما رأوا النساء مصعدات في الجبل ورأوا الغنائم قالوا انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركوا الغنيمة قبل أن تسبقوا إليها وقالت طائفة أخرى بل نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنثبت مكاننا فذلك قوله { منكم من يريد الدنيا } للذين أرادوا الغنيمة { ومنكم من يريد الآخرة } للذين قالوا نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونثبت مكاننا . . 1ه .
{ ثم صرفكم عنهم ليبتليكم } بعد أن كانت لكم الغلبة على المشركين صدر يوم أحد كفاكم ربنا عنهم حتى صرتم إلى غير ما كنتم عليه بل إلى ضده فنزل بكم البلاء بسبب عصيان بعض منكم وانشغالهم بجمع الغنائم كأنه قيل قد نصركم الله تعالى إلى وقت فشلكم وتنازعكم . . و { ثم صرفكم } حينئذ عطف على ذلك . . { لقد عفا عنكم } بمحض التفضل أو لما علم من عظيم ندمكم على المخالفة -{[1183]} . والخطاب عام أو خاص بمن خالف من الرماة {[1184]} ، { والله ذو فضل على المؤمنين } [ هو متفضل عليهم في جميع الأحوال سواء كانت الدولة لهم أو عليهم لأن الابتلاء رحمة كما أن النصرة رحمة ]{[1185]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.