المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَلَقَدۡ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥٓ إِذۡ تَحُسُّونَهُم بِإِذۡنِهِۦۖ حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا تُحِبُّونَۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلدُّنۡيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۚ ثُمَّ صَرَفَكُمۡ عَنۡهُمۡ لِيَبۡتَلِيَكُمۡۖ وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (152)

تفسير الألفاظ :

{ تحسونهم } أي تقتلونهم من حسه يحسه حسا أي قتله وأبطل حسه . { فشلتم } أي جبنتم وضعف رأيكم . { ليبتليكم } أي ليمتحنكم ، والمراد ليمتحن ثباتكم على الشدة .

تفسير المعاني :

ثم أخذ الله يحكي ما جرى في وقعة أحد إذ عبأ النبي جيشه فأمر نفرا أن يحتلوا جبلا ليدفعوا الخيالة عن المسلمين ، وقال لهم : لا تبرحوا مكانكم بحال من الأحوال . فلما التقى الجمعان لم تقو الخيالة على الثبات بسبب السهام التي أخذتهم في وجوههم من الرماة ، فانهزم المشركون . فلما رأوا ذلك نزلوا لجمع الأسلاب وثبت رئيسهم ومعه عشرة ، فكر عليهم قائد خيالة المشركين فأبادهم ، وكر خلفه الجيش فكسروا المسلمين .