مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{۞لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۭ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (114)

{ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مّن نَّجْوَاهُمْ } من تناجي الناس { إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ } إلا نجوى من أمر ، وهو مجرور بدل من «كثير » أو من «نجواهم » أو منصوب على الانقطاع بمعنى ولكن من أمر بصدقة ففي نجواه الخير { أَوْ مَعْرُوفٍ } أي قرض أو إغاثة ملهوف أو كل جميل ، أو المراد بالصدقة الزكاة وبالمعروف التطوع { أَوْ إصلاح بَيْنَ الناس } أي إصلاح ذات البين { وَمَن يَفْعَلْ ذلك } المذكور { ابتغاء مرضات الله } طلب رضا الله وخرج عنه من فعل ذلك رياء أو ترؤساً وهو مفعول له . والإشكال أنه قال «إلا من أمر » ثم قال و «من يفعل ذلك » والجواب أنه ذكر الأمر بالخير ليدل به على فاعله لأنه إذا دخل الآمر به في زمرة الخيرين كان الفاعل فيهم أدخل ، ثم قال و «ومن يفعل ذلك » فذكر الفاعل وقرن به الوعد بالأجر العظيم . أو المراد ومن يأمر بذلك فعبر عن الأمر بالفعل { فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } «يؤتيه » : أبو عمرو وحمزة .