{ لا خير في كثير من نجواهم } أي : الناس قوم طعمة فإنهم ناجوا النبيّ صلى الله عليه وسلم في الدفع عنه وكذا غيرهم { إلا } نجوى { من أمر بصدقة } واجبة أو مندوبة { أو معروف } أي : عمل بر ، وقيل : المراد بالصدقة الواجبة ، وبالمعروف صدقة التطوّع { أو إصلاح بين الناس } وسواء إصلاح ذات البين وغيرهم قال صلى الله عليه وسلم ( كلام ابن آدم كله عليه لا لهُ إلا ما كان من أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر الله ) ، وسمع سفيان رجلاً يقول : ما أشدّ هذا الحديث فقال : ألم تسمع الله يقول : { لا خير في كثير من نجواهم } فهو هذا بعينه أو ما سمعته يقول : { والعصر 1 إن الإنسان لفي خسر } ( العصر ، 1- 2 ) فهو هذا بعينه .
وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة ؟ ) قلنا : بلى يا رسول الله قال : ( إصلاح ذات البين ، وإفساد ذات البين هي الحالقة ) .
وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال ( ليس بالكذاب من أصلح بين الناس فقال : خيراً أو أثنى خيراً ) { ومن يفعل ذلك } أي : هذا المذكور { ابتغاء } أي : طلب { مرضاة الله } أي : لا غيره من أمور الدنيا ؛ لأنّ الأعمال بالنيات { فسوف يؤتيه } أي : الله في الآخرة بوعد لا خلف فيه { أجراً عظيماً } هو الجنة والنظر إلى وجهه الكريم ، وفي هذه الآية دلالة على أنّ المطلوب من أعمال الظاهر رعاية أحوال الباطن في إخلاص النية وتصفية القلب من الالتفات إلى غرض دنيوي ، وقرأ أبو عمرو وحمزة ( يؤتيه ) بالياء ، والباقون بالنون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.