معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (35)

وقوله : { فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ } .

كلاهما مجزومتان بالنهي : لا تهنوا ولا تدعوا ، وقد يكون منصوباً على الصرف يقول : لا تدعوا إلى السلم ، وهو الصلح ، وأنتم الأعلون ، أنتم الغالبون آخر الأمر لكم .

وقوله : { وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ } .

من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا ، أو أخذت له مالا فقد وترته . وجاء في الحديث : ( من فاتته العصر فكأنما وتر أهله وماله ) قال الفراء ، وبعض الفقهاء يقول : أوتر ، والصواب وتر .