الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (35)

قوله : { وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ } : يجوز جَزْمُه عطفاً على فعل النهيِ . ونصبُه بإضمار " أَنْ " في جواب النهي . وقرأ أبو عبد الرحمن بتشديدِ الدال . وقال الزمخشري : " مِنْ ادَّعَى القومُ وتداعَوْا مثلَ : ارتَمَوْا إلى الصيد وتَرَامَوْا " . وقال غيره : بمعنى تَغْتَرُّوا يعني تَنْتَسِبوا . وتقدَّم الخلافُ في " السّلم " .

قوله : " وأنتم الأَعْلَوْن " جملةٌ حاليةٌ . وكذلك " والله معكم " وأصل الأعْلَوْنَ : الأَعْلَيُون فأُعِلَّ .

قوله : " يَتِرَكُمْ " أي : يُنْقِصكم ، أو يُفْرِدكم عنها فهو مِنْ : وَتَرْتُ الرجلَ إذا قتلْتَ له قتيلاً ، أو نهبْتَ مالَه ، أو من الوِتْر وهو الانفرادُ . وقيل : كلا المعنيين يَرْجِعُ إلى الإِفراد ؛ لأنَّ مَنْ قُتِل له قتيلُ أو نُهِبَ له مالٌ/ فقد أُفْرِد عنه .