الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (35)

{ فَلاَ تَهِنُواْ } ولا تضعفوا ولا تذلوا للعدوّ ( و ) لا { تَدْعُواْ إِلَى السلم } وقرىء : «السلم » وهم المسالمة { وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } أي الأغلبون الأقهرون { والله مَعَكُمْ } أي ناصركم . وعن قتادة : لا تكونوا أوّل الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها بالموادعة . وقرىء : «لا تدّعوا من ادّعى القوم وتداعوا : إذا دعوا . نحو قولك : ارتموا الصيد وتراموه . وتدعوا : مجزوم لدخوله في حكم النهى . أو منصوب لإضمار أنْ . ونحو قوله تعالى : { وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ } : قوله تعالى : { إِنَّكَ أَنتَ الاعلى } [ طه : 68 ] . { وَلَن يَتِرَكُمْ } من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلاً من ولد أو أخ أو حميم ، أو حربته ، وحقيقته : أفردته من قريبه أو ماله ، من الوتر وهو الفرد ؛ فشبه إضاعة عمل العامل وتعطيل ثوابه بوتر الواتر ، وهو من فصيح الكلام . ومنه قوله عليه الصلاة والسلام : " من فاتته صلاة العصر ، فكأنما وتر أهله وماله " أي أفرد عنهما قتلاً ونهباً .