الأولى-قوله تعالى : " فلا تهنوا " أي تضعفوا عن القتال . والوهن : الضعف وقد وهن الإنسان ووهنه غيره ، يتعدى ولا يتعدى . قال :
إنني لستُ بمَوْهُون فَقْر{[13964]}
ووهن أيضا ( بالكسر ) وهنا أي ضعف ، وقرئ " فما وهنوا " بضم الهاء وكسرها . وقد مضى في ( آل عمران ){[13965]} .
الثانية- قوله تعالى : " وتدعوا إلى السلم " أي الصلح . " وأنتم الأعلون " أي وأنتم أعلم بالله منهم . وقيل : وأنتم الأعلون في الحجة . وقيل : المعنى وأنتم الغالبون لأنكم مؤمنون وإن غلبوكم في الظاهر في بعض الأحوال . وقال قتادة : لا تكونوا أول الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها .
الثالثة- واختلف العلماء في حكمها ، فقيل : إنها ناسخة لقوله تعالى : " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها " {[13966]} [ الأنفال : 61 ] ، لأن الله تعالى منع من الميل إلى الصلح إذا لم يكن بالمسلمين حاجة إلى الصلح . وقيل : منسوخة بقوله تعالى : " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها " . وقيل : هي محكمة . والآيتان نزلتا في وقتين مختلفي الحال . وقيل : إن قوله : " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها " مخصوص في قوم بأعيانهم ، والأخرى عامة . فلا يجوز مهادنة الكفار إلا عند الضرورة ، وذلك إذا عجزنا عن مقاومتهم لضعف المسلمين . وقد مضى هذا المعنى مستوفى{[13967]} . " والله معكم " أي بالنصر والمعونة ، مثل : " وإن الله لمع المحسنين " {[13968]} [ العنكبوت : 69 ] : " ولن يتركم أعمالكم " أي لن ينقصكم ، عن ابن عباس وغيره . ومنه الموتور الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه ، تقول منه : وتره يتره وترا وترة . ومنه قوله عليه السلام : [ من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله ] أي ذهب بهما . وكذلك وتره حقه أي نقصه . وقوله تعالى : " ولن يتركم أعمالكم " أي لن ينتقصكم في أعمالكم ، كما تقول : دخلت البيت ، وأنت تريد في البيت ، قاله الجوهري . الفراء : " ولن يتركم " هو مشتق من الوتر وهو الفرد ، فكان المعنى : ولن يفردكم بغير ثواب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.