الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (35)

وقوله سبحانه : { فَلاَ تَهِنُواْ } معناه : لا تَضْعُفُوا { وَتَدْعُواْ إِلَى السلم } أي : إلى المسالمة ، وقال قتادة : معنى الآية : لا تكونوا أُولَى الطائفتين ضَرَعَتْ للأخرَى : قال ( ع ) وهذا حَسَنٌ مُلْتئِمٌ مع قوله تعالى : { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فاجنح لَهَا } [ الأنفال : 61 ] .

{ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } : في موضع الحال ، المعنى : فلا تَهِنُوا وأنتم في هذه الحال ، ويحتمل أنْ يكون إخباراً بمغيب أبرزه الوجودُ بعد ذلك ، والأعلون : معناه الغالبون والظاهرون من العُلُوِّ .

وقوله : { والله مَعَكُمْ } معناه : بنصره ومَعُونَتِهِ وَ( يتِرُ ) معناهُ : يُنْقِصُ ويُذْهِبُ ، والمعنى : لن يَترِكم ثوابَ أعمالكم .