معاني القرآن للفراء - الفراء  
{ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ} (2)

قوله عز وجل : { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } .

لم يوقع البلوى على أي ؛ لأن فيما بين أي ، وبين البلوى إضمار فعل ، كما تقول في الكلام : بلوتكم لأنظر أيُّكم أطوع ، فكذلك ، فأعمل فيما تراه قبل ، أي مما يحسن فيه إضمار النظر في قولك : اعلم أيُّهم ذهب [ 202/ا ] وشبهه ، وكذلك قوله : { سَلْهُمْ أَيُّهم بِذَلِكَ زَعِيمٌ } يريد : سلهم ثم انظر أيهم يكفل بذلك ، وقد يصلح مكان النظر القولُ في قولك : اعلم أيهم ذهب ؛ لأنه يأتيهم ؛ فيقول : أيكم ذهب ؟ فهذا شأن هذا الباب ، وقد فسر في غير هذا الموضع . ولو قلت : اضرب أيّهم ذهب . لكان نصبا ؛ لأن الضرب لا يحتمل أن يضمر فيه النظر ، كما احتمله العلم والسؤال والبلوى .