قوله : { لِيَبْلُوَكُمْ } : متعلِّقٌ ب " خَلَقَ " وقوله : " أيُّكم أحسنُ " قد تقدَّم مثلُه في أول هود . وقال الزمخشري هنا : " فإنْ قلتَ : مِن أين تعلَّقَ قولُه : { أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } بفعلِ البَلْوى ؟ قلت : من حيث إنَّه تضمَّن معنى العلمِ ، فكأنه قيل : ليُعْلمَكم أيُّكم أحسنُ عملاً . وإذا قلتَ : عَلِمْتُه : أزيدٌ أحسن عملاً أم هو ؟ كانت هذه الجملةُ واقعةً موقعَ الثاني مِنْ مفعولَيْه ، كما تقول : عَلِمْتُه هو أحسن عملاً . فإنْ قلتَ : أتُسَمِّي هذا تعليقاً ؟ قلت : لا ، إنما/ التعليقُ ، أَنْ يقعَ بعده ما يَسُدُّ مَسَدَّ المفعولَيْن جميعاً ، كقولك : عَلِمْتُ أيُّهما عمروٌ ، وعلِمْتُ أزيدٌ منطلق ؟ . ألا ترى أنه لا فَصْلَ بعد سَبْقِ أحدِ المفعولَيْن بين أَنْ يقَع ما بعده مُصَدَّراً بحرف الاستفهامِ وغيرَ مصدَّرٍ به . ولو كان تعليقاً لافترقَتِ الحالتان كما افترقتا في قولِك : عَلِمْتُ أزيد منطلِقٌ ، وعلمْتُ زيداً منطلقاً " .
قلت : وهذا الذي مَنَعَ تسميتَه تعليقاً سَمَّاه به غيرُه ، ويجعلون تلك الجملةَ في محلِّ ذلك الاسمِ الذي يتعدَّى إليه ذلك الفعلُ ، فيقولون في " عَرَفْت أيُّهم منطلقٌ " : إنَّ الجملةَ الاستفهاميةَ في محلِّ نصبٍ لسَدِّها مَسَدَّ مفعولِ " عَرَفْتُ " وفي " نَظَرْتُ أيُّهم منطلقٌ " : إن الجملةَ في محلِّ نصبٍ على إسقاطِ الخافض ؛ لأنَّ " نظر " يتعدَّى به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.