معاني القرآن للفراء - الفراء  
{ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗاۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٖۖ فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٖ} (3)

وقوله : { ما تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمانِ مِن تَفَاوُتٍ } .

[ حدثني محمد بن الجهم قال ] حدثنا الفراء قال : حدثني بعض أصحابنا عن زهير بن معاوية الجُعفي عن أبي إسحاق : أنّ عبد الله بن مسعود قرأ «من تفوّت » .

حدثنا محمد بن الجهم ، حدثنا الفراء قال : وحدثني حِبان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة : أنه قرأ : «تفوّت » وهي قراءة يحيى ، وأصحاب عبد الله ، وأهل المدينة وعاصم .

وأهل البصرة يقرأون : «تفاوتٍ » وهما بمنزلةٍ واحدة ، كما قال : «ولا تُصَاعِرْ ، وتُصَعّر » وتعهّدت فلانا وتعاهدته ، والتفاوت : الاختلاف ، أي : هل ترى في خلقه من اختلاف ، ثم قال : فارجع البصر ، وليس قبله فعل مذكور ، فيكون الرجوع على ذلك الفعل ، لأنه قال : ما ترى ، فكأنه قال : انظر ، ثم ارجع ، وأما الفطور فالصدوع والشقوق .