{ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا } أي قدر الموت والحياة فأمات من شاء وما شاء وأحيى من أراد وما أراد إلى أجل معلوم ، أو أوجد الحياة وأزالها حسبما قدره .
قال القاشاني الموت والحياة من باب العدم والملكة ، فإن الحياة هي الإحساس والحركة الإرادية ولو اضطرارية كالتنفس ، والموت عدم ذلك عما من شأنه أن يكون له ، وعدم الملكة ليس عدما محضا بل فيه شائبة الوجود ، والألم يعتبر فيه المحل القابل للأمر الوجودي ، فلذلك صح تعلق الخلق به كتعلقه بالحياة ، وجعل الغرض من خلقهما بلاء الإنسان في حسن العمل وقبحه ، أي العلم التابع للمعلوم الذي يترتب عليه الجزاء ، وهو العلم الذي يظهر على المظاهر الإنسانية بعد وقوع المعلوم ، فإنه ليس إلا علم الله الكامن في الغيب الظاهر بظهور المعلوم ، لأن الحياة هي التي يتمكن بها على الأعمال ، والموت هو الداعي إلى حسن العمل الباعث عليه ، وبه يظهر آثار الأعمال ، كما أن الحياة يظهر بها أصولها وبهما تتفاضل النفوس في الدرجات وتتفاوت في الهلاك والنجاة . وقدم الموت على الحياة لأن الموت في عالم الملك ذاتي والحياة عرضية ، وقيل إن أريد به العدم السابق فتقدمه ظاهر لسبقه على الوجود ، أو العدم اللاحق فتقديمه لأن فيه عظة وتذكرة وردعا عن ارتكاب المعاصي .
{ وهو العزيز } أي الغالب الذي يقهر من أساء العمل { الغفور } أي لذنوب من أناب إليه وأحسن العمل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.