وقوله : { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ }
نصبت المواطن لأن كلّ جمع كانت فيه ألف قبلها حرفان وبعدها حرفان فهو لا يُجْرَى ؛ مثل صوامع ، ومساجد ، وقناديل ، وتماثيل ، ومحاريب . وهذه الياء بعد الألف لا يعتدّ بها ؛ لأنها قد تدخل فيما ليست هي منه ، وتخرج مما هي منه ، فلم يعتدّوا بها ؛ إذ لم تثبت كما ثبت غيرها . وإنما منعهم من إجرائه أنه مثال لم يأت عليه شيء من الأسماء المفردة ، وأنه غاية للجِماع ؛ إذا انتهي الجماع إليه فينبغي له ألاّ يجمع . فذلك أيضا منعه من الانصراف ؛ ألا ترى أنك لا تقول : دراهمات ، ولا دنانيرات ، ولا مساجدات . وربّما اضطُرَّ إليه الشاعر فجمعه . وليس يوجد في الكلام ما يجوز في الشعر . قال الشاعر :
فهذا من المرفوض إلا في الشعر .
ونعت ( المواطن ) إذا لم يكن معتلاّ جرى . فلذلك قال : ( كثيرةٍ ) .
وقوله : { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ } وحُنَين وادٍ بين مكة والطائف . وجرى ( حنين ) لأنه اسم لمذكَّر . وإذا سمَّيت ماء أو واديا أو جبلا باسم مذكّر لا علّة فيه أجريته . من ذلك حنين ، وبَدْر ، وأُحُد ، وحِراء ، وثَبِير ، ودابِق ، وواسط . وإنما سمّي واسطا بالقصر الذي بناه الحجّاج بين الكوفة والبصرة . ولو أراد البلدة أو اسما مؤنّثا لقال : واسطة . وربما جعلت العرب واسط وحُنين وبدر ، اسما لبلدته التي هو بها فلا يجرونه ؛ وأنشدني بعضهم :
نصروا نبِيَّهمُ وشَدّوا أَزْرَه *** بحُنَينَ يوم تواكُلِ الأَبطالِ
ألسنا أكرم الثَّقَليْن رَجْلا *** وأعظمَه ببطن حِراء نارا
فجعل حراء اسما للبلدة التي هو بها ، فكان مذكرا يسمى به مؤنّث فلم يُجْرَ . وقال آخر :
لقد ضاع قوم قلّدوك أمورَهم *** بدابِقَ إذ قيل العدوّ قريب
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.